حركة نزوح يخلفها القصف التركي شمال شرقي سوريا

تصاعد الدخان إثر قصف تركي استهدف مدينة القامشلي شرقي الحسكة- 25 من كانون الأول 2023 (هاوار)

camera iconتصاعد الدخان إثر قصف تركي استهدف مدينة القامشلي شرقي الحسكة- 25 من كانون الأول 2023 (هاوار)

tag icon ع ع ع

أسفرت سلسلة الاستهدافات التركية شمال شرقي سوريا، المستمرة منذ عدة أيام، عن حركة نزوح للمدنيين في محافظة الحسكة.

وأفادت مراسلة عنب بلدي في الحسكة بأن طائرات تركية قصفت خلال الأيام الماضية عدة مواقع يتمركز فيها عناصر من “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، كانت سابقًا تُستخدم كمنشآت خدمية.

وأعلنت “الإدارة الذاتية” (المظلة السياسية لـ”قسد”) من جانبها عن أن القصف أسفر عن مقتل وإصابة مدنيين، بينما قالت وزارة الدفاع التركية، إنها قتلت ما لا يقل عن 26 عسكريًا من “قسد” التي تعتبرها أنقرة امتدادًا لمجموعات مصنفة على قوائم “الإرهاب” لديها.

نزوح جماعي

على وقع الاستهدافات التركية المتكررة، شهدت مدينة القامشلي وقرى وبلدات محيطة بها حركة نزوح جماعية جديدة من المنطقة، في الوقت الذي رُصد فيه مقتل مدنيين، وأضرار بممتلكاتهم.

ثلاثة مدنيين من أبناء المنطقة، ممن تركوا منازلهم عقب التصعيد، قالوا لعنب بلدي، إنهم اضطروا لمغادرة منازلهم لتجنب الأضرار الناتجة عن القصف.

ولجأ بعضهم لمناطق مجاورة أكثر أمانًا، بينما اختار بعضهم البقاء في العراء لعدم وجود بدائل بالنسبة لهم.

وفي الوقت الذي يبحث فيه السكان عن ملاذ آمن، يتجه بعضهم لتفقد منازلهم بشكل دوري، خوفًا من عمليات سرقة قد تحدث في ظل الفوضى التي تشهدها المنطقة.

فوزي عبدي، يبلغ من العمر 44 عامًا، وهو من سكان مدينة القامشلي، ويقيم حاليًا في خيمة على الطريق الواصل بين مدينتي عامودا والمالكية، قال لعنب بلدي، إنه هرب من القصف الجوي الذي يستهدف المدينة.

وأضاف أنه يرفض فكرة العودة إلى منزله في الوقت القريب، لاستمرار الغارات والقصف الصاروخي على مناطق متعددة في القامشلي وضواحيها.

فوزي قال إن قرار عودته إلى منزله أو بقائه في الخيمة مرتبط بتطورات الوضع الأمني في المنطقة، وتوقف القصف.

فاديا عنتر أيضًا، نازحة من مدينة القامشلي، استقرت مع أطفالها الأربعة وزوجها في مدينة الحسكة، مدفوعة بخوفها من الضربات الجوية التي شهدتها المدينة مؤخرًا.

وقالت لعنب بلدي إنها كانت تعيش في منزل قريب من مقر لـ”قسد” تعرض لاستهداف جوي، ما تسبب في تحطم نوافذ المنزل، وتشققات في الجدران.

فاديا أبدت مخاوفها من ضعف القدرة المالية لعائلتها، إذ تشعر بالقلق من عدم القدرة على دفع إيجار منزل إذا استمرت الحملة العسكرية والقصف التركي على المدينة.

فرهاد يوسف (39 عامًا)، من سكان القحطانية في ريف القامشلي، قال لعنب بلدي، إن الحالة غير المستقرة التي يعيشها سكان المنطقة دفعته وآخرين للنزوح من منازلهم.

وأضاف أن مخاوفه لا تقتصر على القصف الجوي الذي يتكرر بين الحين والآخر على المنطقة، إنما هي مرتبطة دائمًا باحتمالية أن تشن تركيا عملًا عسكريًا يستهدف المنطقة.

قتلى مدنيون

قالت وكالة “هاوار” الكردية، صباح الاثنين 25 من كانون الأول، إن قصفًا تركيًا استهدف مرآبًا للسيارات وشركة في مدينة عين العرب، أسفر عن إصابة عاملين، إلى جانب أضرار مادية لحقت بالمنطقة.

وأضافت عقب ساعات أن قصفًا تركيًا استهدف مدينة القامشلي شرقي الحسكة، ما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص، وجرح آخرين.

الإدارة الذاتية” نشرت، الأحد، عبر “فيس بوك” أن القصف التركي الذي شهدته المنطقة خلال اليومين الماضيين طال عدة مواقع نفطية ومنشآت حيوية وخدمية تنشط لخدمة الأهالي وتقدم الدعم لهم في الإطار الخدمي.

وأضافت أن هدف تركيا من القصف هو “ضرب الاستقرار وخلق الفوضى”، مشيرة إلى رفضها التام لهذه الهجمات، كونها تزيد من المعاناة الانسانية والاقتصادية في المنطقة، بحسب تعبيرها.

عملية انتقامية

قصفت تركيا، الاثنين، مواقع متفرقة في مدينة عين العرب/كوباني، شرقي محافظة ما أدى إلى وقوع إصابات، في إطار استمرار عملية أطلقتها ردًا على مقتل 12 جنديًا تركيًا في العراق.

وسبق أن قالت الدفاع التركية في بيان عبر حسابها الرسمي في “إكس“، السبت الماضي، إن سلاح الجو التركي نفذ غارات جوية ضد “أهداف إرهابية” شمالي سوريا والعراق مدمرًا 29 هدفًا تشمل مخابئ وملاجئ تضم “قياديين إرهابيين” ومنشآت نفطية ومستودعات يستخدمها تنظيم حزب “العمال الكردستاني” (PKK) الذي تصنفه تركيا ضمن “قوائم الإرهاب”.

وزير الدفاع التركي، يشار غولر، قال عقبها، إن ستة جنود أتراك قتلوا، وأصيب سبعة آخرون مساء الجمعة، كما قتل ستة جنود وأصيب ستة آخرون يوم السبت، في اشتباكات اندلعت مع مقاتلين من “العمال الكردستاني” حاولوا التسلل إلى منطقة تضم قاعدة تركية في منطقة عملية “المخلب- القفل” (في سوريا والعراق).

قائد “قسد”، مظلوم عبدي، قال عبر “إكس”، إن تكرار استهداف البنى التحتية وسبل عيش السكان للمرة الثالثة في غضون سنة، هي “سياسة تجويع واحتلال ترتقي لجرائم حرب”.

وتعتبر تركيا “قسد” امتدادًا لـ”العمال الكردستاني”، وهو ما تنفيه “قسد” رغم إقرارها بوجود مقاتلين من الحزب تحت رايتها، وشغلهم مناصب قيادية.


شارك في إعداد هذه المادة مراسلة عنب بلدي في الحسكة ريتا الأحمد




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة