من بوابة آسيا.. هل يتجاوز كوبر فخ المنتخب السوري

الأرجنتيني هيكتور كوبر مدرب منتخب سوريا لكرة القدم (SFA)

camera iconالأرجنتيني هيكتور كوبر مدرب منتخب سوريا لكرة القدم (SFA)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – حسن إبراهيم

تتوجه أنظار مشجعي كرة القدم في سوريا وخاصة جماهير المنتخب نحو كأس أمم آسيا في قطر، بين آمال بفك عقدة التأهل وتجاوز دور المجموعات، وسخط على المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر الذي استبعد ترسانة من نجوم الفريق.

بتوليه تدريب منتخب سوريا في شباط 2023، يحمل كوبر تجربة عربية ثانية، بعد أولى قاد فيها المنتخب المصري للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، بعدما قاده قبلها بعام للوصول إلى نهائي كأس الأمم الإفريقية 2017 قبل الخسارة أمام الكاميرون.

تاريخ حافل لكوبر بتدريب الأندية والمنتخبات بإنجازين فقط هما كأس السوبر الإسباني، يضعه اليوم على المحك أمام امتحان وتحدٍّ يقرر مصيره مع منتخب سوري بعيد عن الألقاب منذ سنوات، إذ حصل فقط على لقب بطولة اتحاد غرب آسيا عام 2012، ولقب دورة الألعاب العربية عام 1975.

كوبر قدّم استقالته مرتين دون موافقة من اتحاد الكرة، وينتظره صدام مع منتخبات في البطولة القارية، ليضاف المدرب إلى قائمة مليئة بأسماء مدربين محليين وأجانب أداروا دفة المنتخب السوري وفشلوا في تحقيق إنجاز، طالتهم الانتقادات وكانوا “شماعة” علّق عليها الفشل والنتائج السلبية، و”ضحية” لاتحاد كرة القدم في سوريا، حسب وصف الإعلام المحلي.

11 شهرًا على كوبر

في 2 من شباط 2023، أعلن اتحاد كرة القدم في سوريا تعيين كوبر (68 عامًا) مديرًا فنيًا للمنتخب الأول، وأشرف الأرجنتيني على تدريب عديد من المنتخبات منها مصر وأوزبكستان وجورجيا، ومحطته الأحدث كانت الكونجو الديمقراطية.

ودرّب عددًا من الأندية، منها نادي الوصل الإماراتي وراسينج وريال بيتيس ومايوركا وفالنسيا في إسبانيا، وبارما وإنتر ميلان الإيطاليان.

ويملك كوبر بطولتين فقط خلال مسيرته التدريبية هما لقب كأس السوبر الإسباني، الأول مع نادي ريال مايوركا موسم 1998-1999، والثاني مع فالنسيا موسم 1999-2000.

كما قاد نادي فالنسيا للصعود إلى نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين متتاليتين قبل أكثر من 20 عامًا.

حتى 4 من كانون الثاني الحالي، خاض المنتخب السوري تحت إشراف كوبر ثماني مباريات بين ودية ورسمية، فاز في ثلاث مباريات وتعادل في واحدة وخسر أربعًا، وكانت الهزيمة أمام اليابان بخماسية نظيفة من أقسى النتائج التي تعرض لها المنتخب في 21 من تشرين الثاني 2023.

يبدأ منتخب سوريا مشاركته بالبطولة القارية في 13 من كانون الثاني الحالي بمواجهة أوزبكستان، ثم يواجه أستراليا في 18 من الشهر نفسه، ويختتم مباريات المجموعة في 23 من كانون الثاني بلقاء المنتخب الهندي، ولم يسبق للمنتخب أن نجح بتجاوز دور المجموعات في مشاركاته الست ببطولة كأس آسيا.

استبعاد السومة

خلت قائمة المنتخب السوري من أسماء لها تاريخها في الأندية الآسيوية والعربية، منها عمر السومة ومحمود المواس، ليعلن السومة، في 21 من كانون الأول 2023، اعتزاله اللعب الدولي، متسائلًا عن استبعاده دون نقاش بين اتحاد الكرة والمدرب، معتبرًا أن الأمر فيه قلة احترام وتقدير له.

اللاعب السوري المحترف في صفوف الشرطة العراقي محمود المواس قال بشأن إبعاده من قائمة المنتخب، إن القرار الأول والأخير يعود إلى المدرب كوبر ولا توجد خلافات بين الاثنين، لافتًا إلى أنه يحترم أي قرار يصدر من المدرب.

فتح قرار استبعاد السومة والمواس النار على المدرب كوبر، وخاصة السومة الذي يحظى بقاعدة جماهيرية في آسيا، وهو الهداف التاريخي للدوري السعودي، بعد انضمامه إلى النادي الأهلي قادمًا من القادسية الكويتي في 2014.

ويعد السومة ثالث هدافي الدوري السعودي منذ انطلاقته في عام 1976، بتسجيله 144 هدفًا، وفي أيار 2023، صار السومة رسميًا أفضل هداف في تاريخ القارة الآسيوية بتسجيله لـ300 وهدفين، متجاوزًا السعودي ماجد عبد الله الذي سجل 300 وهدفًا واحدًا.

قدّم استقالته مرتين

عقب الاستبعاد، تداولت مواقع إخبارية رياضية وصفحات على مواقع التواصل مهتمة بالشأن الرياضي، أن قرار إبعاد السومة يهدف منه كوبر إلى إقالته كمدرب وحصوله على الشرط الجزائي من اتحاد الكرة في سوريا، ويقدّر بـ500 ألف دولار أمريكي.

في 31 من كانون الأول 2023، نفى كوبر صحة الأمر، ولم يحدد مبلغ الشرط الجزائي، وقال إن اختيار اللاعبين جاء نتيجة المشاهدة والتحليل، ولا يزال هناك وقت لتأقلم اللاعبين الجدد.

مدرب حراس المنتخب السوري، المصري عصام الحضري، ذكر أن المدرب هيكتور كوبر قدّم استقالته من تدريب المنتخب مرتين في الفترة الماضية.

وقال الحضري في تصريحات لقناة “الكأس”، إن كوبر قدّم استقالته مرتين، الأولى بعد مباراة كوريا الشمالية والثانية بعد مباراة اليابان، لكن الاتحاد السوري رفضها في المرتين وأكد تمسكه بالمدرب.

وأضاف أن المدرب كوبر لا يبحث عن فسخ عقده من طرف الاتحاد لتحصيل الشرط الجزائي، ولم يستبعد عمر السومة من قائمة المنتخب السوري للضغط على الاتحاد لإقالته.

مدربون وقعوا في فخ المنتخب

تعيين كوبر في شباط 2023، جاء بعد خمسة أشهر على تعيين المدرب حسام السيد (51 عامًا) لقيادة منتخب سوريا الأول، عقب رفض المدرب البرازيلي باكيتا تولي مهمة التدريب.

ورفض المدرب البرازيلي باكيتا تدريب المنتخب، واعتذر بحجة عدم موافقة عائلته على ذلك، وسط توعد اتحاد الكرة بسلك الطرق القانونية للمطالبة بالتعويض عن الأضرار التي سببها باكيتا.

المدرب الألماني بيرند شتانغه الذي درّب منتخب سوريا سابقًا، صرّح عن عدم تفاجئه بقرار الإقالة من تدريب منتخب سوريا في عام 2019، لأنه يعرف “كيف يتم التعاطي مع الأمور هناك”.

وأكّد أن الخلافات الكثيرة الموجودة في الفريق كانت العامل الرئيس للفشل، “لقد فشلت في إنهاء الشرخ العميق”.

بدوره، استقال المدرب التونسي نبيل معلول من تدريب منتخب سوريا، في حزيران 2021، نافيًا الحصول على مستحقاته المالية، مؤكدًا أنه لا يمكن للكادر البشري الذي يرافقه العمل دون مقابل مادي لمدة 15 شهرًا.

وجاء المدرب الروماني تيتا فاليريو، في تشرين الثاني 2021، كخيار إنقاذي في بطولة كأس العرب لمدة 19 يومًا، دون توقيع عقد رسمي معه حينها، ثم وقّع العقد بعدها، وأُقيل في 2 من شباط 2022، وصرّح رئيس اللجنة المؤقتة حينها، بأن الاتحاد كسب كل شيء برحيل تيتا.

ولم يسلم المدرب المحلي من انتقادات وتحميل المسؤولية من قبل اتحاد الكرة، الذي جعل من المدرب المحلي حلًا بديلًا لرحيل المدربين الأجانب.

المدرب الأسبق للمنتخب السوري نزار محروس (59 عامًا)، قال إنه لم يستطع رفض طلب اتحاد كرة القدم بتدريب المنتخب، بعد تجارب عديدة لم يتمكّن الطرفان من التوافق خلالها، خوفًا من أن يصبح “الطرف الرافض”، وفق تصريحات لمحروس ضمن برنامج “صدى الملاعب” نشرتها قناة “MBC”، في 14 من تشرين الأول 2021.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة