الأمم المتحدة لعنب بلدي: تعويض متضرري الزلزال بالمأوى يحتاج تمويلًا عاجلًا

camera iconعائلة سورية في منزلها بمدينة حلب الذي تضرر بشدة من الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا - 13 شباط 2023 (رويترز)

tag icon ع ع ع

احتلت المساعدات النقدية الأممية متعددة الأغراض على وجه الخصوص مكانة بارزة في سوريا في الاستجابة للزلزال الذي ضرب أربع محافظات سورية وعشر ولايات تركية، في 6 من شباط 2023، وذلك نظرًا لمرونة الأسواق المحلية، ولتتمكن الأُسر من شراء ما تحتاجه إليه من اختيارهم، كل ذلك مع تحفيز الاقتصاد المحلي.

وفي غضون أسبوع من وقوع الزلزال، تم توزيع 1.8 مليون دولار من الأموال النقدية متعددة الأغراض على 13 ألف أسرة متضررة، إما بلا مأوى أو نازحة أو بحاجة إلى رعاية طبية، وقد ارتفع هذا الدعم بشكل كبير منذ ذلك الوقت، وفق تقرير صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.

وحتى 15 من تشرين الثاني 2023، تلقت حوالي 215 ألف أسرة (ما يقارب مليون شخص) أموالًا نقدية متعددة الأغراض بقيمة 32 مليون دولار منذ بداية عام 2023.

في ملف خاص في ذكرى وقوع الزلزال الأولى، سلطت عنب بلدي الضوء على وضع السوريين بعد عام على الزلزال، وتعرض شهادات لمتضررين، وحجم الدعم المقدّم سواء من قبل السلطات أو المنظمات غير الحكومية، ومن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.

اقرأ أيضًا: عام على الزلزال.. سوريون يحلمون بسقف وجدران

الأمم تطالب بزيادة التمويل

حول استجابة الأمم المتحدة في قطاع المأوى، قال نائب المتحدث الرسمي باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، جينز لاركي، لعنب بلدي، إن الأمم المتحدة اتخذت إجراءات عاجلة للاستجابة وتعبئة الموارد بعد الزلازل الهائلة.

وسرعان ما أطلقت الأمم المتحدة نداء عاجلًا بقيمة 398 مليون دولار أمريكي لمساعدة 4.9 مليون شخص في سوريا ممن تضرروا من الزلازل، وقد تم تمويل هذا النداء بالكامل من قبل الجهات المانحة، بحسب لاركي.

كما شارك صندوق الأمم المتحدة المركزي لمواجهة الطوارئ التابع للأمم المتحدة.

أتاحت هذه الأموال توفير الغذاء والمأوى والإسعافات الأولية والدعم النفسي والاجتماعي للسوريين المحتاجين وساعدت في المهمة الحاسمة المتمثلة في إزالة الأنقاض، وفق لاركي.

كما تمت مراجعة خطة الاستجابة الإنسانية السنوية لسوريا لعام 2023، والتي كانت قائمة بالفعل، إلى 5.4 مليون دولار لمراعاة الاحتياجات الإنسانية المتزايدة بعد الزلزال، وتلقت هذه الخطة أكثر من 2 مليار دولار.

وأوضح لاركي، أن كلا النداءين يعكس الحاجة الماسة لتوفير مأوى وسكن إضافي للسوريين بعد الزلازل، وقد تلقى أكثر من نصف مليون شخص في سوريا دعمًا للمأوى في عام 2023.

وحتى قبل وقوع الكارثة، كان لدى الأمم المتحدة خطة عمل لتوفير المزيد من الوقت، وحدات إيواء مؤقتة للمحتاجين، ومنذ آذار 2022، ساعدت الأمم أكثر من 31 ألف أسرة، بما في ذلك المتضررين من الزلازل.

ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة إلى دعم إضافي للمأوى بشكل عاجل، وسيتطلب ذلك زيادة التمويل للاستجابة الإنسانية في سوريا، بحسب نائب المتحدث الرسمي باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).

أكثر من 60 ألف ضحية

في الشمال السوري، أسفر الزلزال عن تسجيل أكثر من 4500 حالة وفاة وأكثر من 10400 إصابة في شمال غربي سوريا، وشرّد أكثر من 57 ألف عائلة بعد أن تأثرت به ما لا يقل عن 148 مدينة وبلدة، ودمّر أكثر من 1869 بناء بالكامل، ولحقت أضرار جزئية بأكثر من 8731 مبنى.

وفي مناطق سيطرة النظام السوري، تسبب الزلزال بوفاة 1414 شخصًا في محافظات حماة وحلب واللاذقية، وجاء في تقرير “اللجنة العليا للإغاثة”، أن عدد الأسر المتضررة بلغ 91 ألفًا و794 أسرة، بعدد أفراد بلغ 414 ألفًا و 304 أشخاص، وبلغ عدد الذين أنقذوا من تحت الأنقاض 1553 شخصًا، والمفقودين ستة أشخاص.

وفي تركيا مات أكثر من 56 ألف شخص وأصيب نحو 100 ألف آخرين بجروح، وفقد ملايين الأشخاص منازلهم إثر الزلزال.

وبعد الساعات الأولى للزلزال، طالبت الفرق التطوعية والأهالي في الشمال السوري بإدخال المعدات والآليات للإسراع في عمليات إنقاذ العالقين تحت الركام، وقوبلت المطالب بتذرع أممي بوجود عوائق لوجستية أمام وصول المساعدات.

وأعدّت عنب بلدي ملفًا سلّطت فيه الضوء على أسباب تأخر الاستجابة للشمال السوري، التي أرجعها خبراء وناشطون في المجال الإنساني إلى أن الأمم المتحدة “خذلت السوريين”، وأظهرت إهمالًا واضحًا لاحتياجاتهم خلال الكارثة.

وأوضحوا أن هناك العديد من المؤشرات أظهرت أنها تعمدت تأخر وصول المساعدات، وأسهمت بتحويل عمليات الإنقاذ إلى عمليات انتشال جثث.

اقرأ أيضًا: تحت أنقاض الزلزال.. الأمم تكتم أنين السوريين




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة