ما حقيقة اعتقال مقاتل في “فيلق القدس” الإيراني بعفرين

مقاتلون في "الجيش الوطني السوري" في معسكر شمالي سوريا - 18 من تموز 2023 (وزارة الدفاع)

camera iconمقاتلون في "الجيش الوطني السوري" في معسكر شمالي سوريا - 18 من تموز 2023 (وزارة الدفاع)

tag icon ع ع ع

تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي وغرف “تلجرام”، الاثنين 26 من شباط، خبرًا بشأن إلقاء الجهاز الأمني التابع لـ”القوة المشتركة” في عفرين (“فرقة الحمزة” و”فرقة السلطان سليمان شاه”) القبض على شخص قيل إنه أحد مرافقي قائد “فيلق القدس” الإيراني السابق، قاسم سليماني.

ولم تنشر “القوة المشتركة” أي بيان على معرفاتها الرسمية بشأن عملية الاعتقال.

وقال رئيس المكتب الحقوقي لـ”القوة المشتركة”، محمد سلامة، لعنب بلدي، إن المكتب الأمني لـ”القوة” حصل على معلومات تفيد بدخول “شبيح” يدعى خليف الحسين من ريف حلب إلى داخل الشمال السوري، في 20 من شباط الحالي.

بدأت “القوة” بمتابعة المسألة، وملاحقة خليف، ثم ألقت القبض عليه خلال مكوثه في منزل شقيقه ببلدة بلبل التابعة لمدينة عفرين.

وذكر سلامة أن سبب دخول خليف للشمال هو العبور إلى تركيا ومنها إلى أوروبا، ومكث في منزل شقيقه بالمنطقة، الذي ألقي القبض عليه هو الآخر بتهمة “التستر على مجرم”، دون أن تثبت عليه جرائم أخرى.

وخلال التحقيقات داخل المكتب الأمني لـ”القوة” في عفرين، اعترف خليف بعمله متطوعًا في “فيلق القدس” الإيراني لمدة 8 سنوات، شارك خلالها في عدة معارك ضد “الجيش الحر”، وخاصة معارك معامل الدفاع في الخالدية وسط مدينة حلب.

وأضاف أن خليف عمل قبلها مع “الفرقة الرابعة” التي يقودها ماهر الأسد شقيق رئيس النظام السوري، بشار الأسد.

بعد انتهاء التحقيق، أرسل خليف إلى فرع الشرطة العسكرية في راجو، ليسلم بعدها للقضاء العسكري التابع لوزارة الدفاع في “الحكومة المؤقتة”، حسب سلامة.

وعن مصيره، قال رئيس المكتب، إن القضاء هو من يحدده ولم تعد القضية ضمن صلاحياتهم.

شارك “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري” بمعارك عدة ضد “الجيش الحر” منذ بداية الثورة السورية في 2011.

ويقود “الفيلق” حاليًا إسماعيل قاآني، بعد اغتيال قائده السابق قاسم سليماني بمسيّرة أمريكية قرب مطار بغداد في 2020.

اعتقالات سابقة

منذ سيطرة “الجيش الوطني السوري” على ريفي حلب الشمالي والشرقي ومدينتي رأس العين وتل أبيض، تكررت عمليات إلقاء القبض على متهمين بـ”التشبيح” أو مقاتلين سابقين في قوات النظام أو “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في مناطق الشمال السوري.

وتنشط حركة الهجرة وتهريب البشر بشكل كبير بين المناطق الخاضعة لسيطرة النظام و”قسد” وبين مناطق سيطرة فصائل “الجيش الوطني” على طول خطوط التماس، بواسطة شبكات وأشخاص.

وأثارت قضايا الإفراج عن مقاتلين سابقين في قوات النظام السوري غضب واستنكار الأهالي، وكانت مقابل كفالة مالية، ظهرت إلى العلن عبر عناصر في “الوطني” أو تسريبات لوثائق وقرارات إفراج.

وفي أيار 2023، قُتل الشاب باسل جاكيش المنحدر من مدينة سلمية بريف حماة الشمالي تحت التعذيب، بعد أيام من اعتقاله من قبل “الشرطة العسكرية” في اعزاز بريف حلب الشمالي.

وحصلت عنب بلدي من قريب للشاب، أن فرع “الشرطة” حاول التفاوض مع عائلته للحصول على مبلغ مقابل إطلاق سراحه، لكن مدير إدارة “الشرطة العسكرية”، العميد الركن خالد الأسعد، نفى إجراء أي مفاوضات، وتجاهل بقية الأسئلة عن وفاة الشاب وتعذيبه.

وفي نيسان 2023، نشرت قنوات “تلجرام” (واسعة الانتشار في المنطقة) وثائق قالت إنها مسرّبة، صادرة عن محكمة الأحداث في مدينة الراعي شمالي حلب، نصت على إخلاء سبيل المقاتل السابق في صفوف قوات النظام السوري إبراهيم خليل صالحة.

وحملت الوثائق قرارًا بإفراج المحكمة عن العنصر في 11 من نيسان 2023، مقابل كفالة مالية قدرها ثلاثة آلاف ليرة تركية (نحو 154 دولارًا أمريكيًا)، بعد عامين من توقيفه.

وذكرت وزارة الدفاع في “المؤقتة”، أن القضية كانت في عهدة القضاء، ولم تعد هناك لتشكيلات “الجيش الوطني” أي علاقة بها، ولا علم لها بالإفراج عن “المجرم الشبيح”، حسب وصفها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة