أمريكا قلقة لمقتل متظاهر بالسويداء.. الاحتجاجات مستمرة

مظاهرة في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء جنوبي سوريا- 1 من آذار 2024 (عنب بلدي)

camera iconمظاهرة في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء جنوبي سوريا- 1 من آذار 2024 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

علّقت الولايات المتحدة الأمريكية على حادثة مقتل متظاهر سوري بمدينة السويداء جنوبي سوريا برصاص قوات النظام، خلال احتجاجات شهدتها المدينة قبل أيام، بالقرب من مركز “التسوية” وسط المدينة.

وقالت السفارة الأمريكية في سوريا عبر منصة “إكس” اليوم، الجمعة 1 من آذار، إن الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء استخدام النظام للقوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين في السويداء.

وأضافت، “نأسف للخسارة في أرواح المدنيين ونقدم تعازينا لجميع المتضررين ولعائلاتهم، السوريون في السويداء وفي كل مكان يستحقون السلام والكرامة والأمن والعدالة”.

وكان مدني توفي متأثرًا بجروح أصيب بها برصاص قوات النظام السوري في مدينة السويداء جنوبي سوريا، خلال مشاركته بمظاهرة مناوئة للنظام السوري بالقرب من مركز “التسوية” وسط المدينة، في 28 من شباط الماضي.

ورغم حالة التوتر التي عاشتها السويداء عشية مقتل المدني، عاد أبناؤها للاحتجاج في ساحة المدينة الرئيسية اليوم الجمعة، إذ نشرت “السويداء 24” وهي وسيلة إعلام محلية متخصصة بتغطية أخبار المحافظة، صورًا تظهر تجمع محتجين في ساحة “الكرامة” وسط المدينة.

صفحة “الراصد” المحلية، نشرت من جانبها تسجيلًا مصورًا أظهر تجمع محتجين وسط المدينة رافعين صور المدني جواد الباروكي الذي قتل برصاص قوات الأمن السورية، خلال تفريق مظاهرة بالمدينة.

إطلاق النار على المحتجين لم يكن فريد من نوعه بالنسبة لأبناء السويداء، إذ سبق وأطلقت قوات أمنية النار على محتجين، في أيلول 2023، لكن الهجوم لم يسفر عن إصابات حينها.

ورغم تكرار الحادثة، لا يزال حراك السويداء محافظًا على سلميته، إذ خرج الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، الشيخ حكمت الهجري، عقب مقتل الشاب، خلال لقاء حشد من المحتجين، متحدثًا عن أن جواد الباروكي “شهيد للواجب”، ووصف قاتليه بـ”أيادي الغدر”، مشددًا على ضرورة الحفاظ على المسار السلمي للحراك.

الموقف نفسه أبداه الهجري في المرة الأولى التي تعرض خلالها المتظاهرون لإطلاق نار من قبل القوات الأمنية، إذ دعا حينها لضبط النفس، والحفاظ على المسار السلمي.

الهجري قال سابقًا خلال كلمة مصورة، إن الشعب يمارس حقه بالتظاهر السلمي الذي يطلب من خلاله حقوقه المشروعة، عبر نداءات حرة، دون خوف ولا وجل، فقامت الأجهزة الأمنية بإداراتها الفاسدة بمحاربتهم بلقمة عيشهم لإسكات الحقائق، مع محاولات اختراقهم وبث الفتنة والتخوين بينهم، والتسخيف والتصغير لعمل كبير.

وأوضح أن الجهات المختصة تتعنت، والجهات الداعمة من خارجية ومحتلة تتحكم بالقرارات، وتصدر ما يسيئ ويهدم أركان الاقتصاد السوري، وبنيان الأهالي بالإتاوة والجبايات وقطع لقمة العيش وتجفيف منابع العطاء، مع تهجير قسري للشباب والمقدرات العلمية، وهذا بحد ذاته نهب لخيرات البلد وللعقول، ما يوجب استمرارية الحراك السلمي بخطى ثابتة، وفق الشيخ الهجري.

وخاطب الشارع في السويداء، “احذروا من المخربين، وكونوا لهم توجيهًا وتصويبًا، لا قمعًا وتخوينًا”.

احتقان في السويداء

عقب ساعات على مقتل المدني في السويداء، استهدف مجهولون عبر سلسلة متزامنة من الهجمات بقذائف صاروخية ورشقات رصاص، مقار أمنية ومراكز للمخابرات، وموقعًا للجيش، ومقر قيادة فرع حزب “البعث” في مدينة السويداء، عقب ساعات على مقتل متظاهر برصاص أمن النظام السوري.

“السويداء 24″، وهي وسيلة إعلام محلية متخصصة بتغطية أخبار المحافظة، نشرت مساء، الأربعاء 28 من شباط، تسجيلًا مصورًا قالت إنه من الهجمات التي طالت المقار الأمنية التابعة للنظام السوري في المدينة.

وأضافت أن إحدى الهجمات طالت “الفوج 44” التابع للجيش، بين مدينة السويداء وبلدة قنوات، إذ دوى انفجار في المنطقة ناجم عن استهداف الموقع بقذيفة صاروخية، ولم تعرف الجهة المنفذة.

وعبر منشور منفصل، نشرت “السويداء 24” أيضًا، صورًا تظهر اختراق إحدى القذائف الصاروخية لجدار شقة سكنية في مدينة السويداء، ما أدى لأضرار “فادحة” داخلها بالقرب من صالة “السابع من نيسان”، حيث قتل المتظاهر برصاص قوات النظام أمس الأربعاء.

الاحتقان الذي تجلى باستهدافات للمقار الأمنية لم ينتهي خلال الليلة التي عقبت مقتل المتظاهر، إذ تحدثت صفحات إخبارية محلية منها “الراصد” و”السويداء 24” عن أن مجهولين استهدفوا صالة “السابع من نيسان” حيث مركز “التسويات”، بقذيفة صاروخية، ظهيرة اليوم الجمعة.

وأرفقت منشورها بصور لمكان الاستهداف، الذي خلف أضرارًا مادية في المبنى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة