“التاريخ الإجرامي للجنس البشري”.. لماذا يرتكب الإنسان الجريمة؟

tag icon ع ع ع

يقدم الكاتب والفيلسوف الإنجليزي كولن ولسون، في كتابه “التاريخ الإجرامي للجنس البشري”، نظرة معمقة على عالم الجريمة وبداية تحولها إلى سلوك بشري ما زال مستمرًا مع ظهور أنواع جديدة على مستوى الممارسة والدافع أو غيابه.

وينقل ولسون أمثلة مختلفة موثقة بالاسم والتاريخ في كتابه، الذي يعتبر دراسة متكاملة لقضية بهذا الحجم، إذ جمع عام 1959 مراجع دراسته التي شملت كتابًا عن العنف الإجرامي ونسخًا من مجلة كانت تصدر حينها باسم “التحري الدقيق”.

ويقوم الكتاب على قراءة وقائع غير مترابطة حول العنف البشري والإجرام، والقواعد التي تحكم هذا السلوك، والدوافع أيضًا.

وبحسب ولسون، فدوافع الجريمة تختلف باختلاف الزمن، كما تتباين من دولة إلى أخرى، فالفرنسيون والإيطاليون يقتلون لأسباب عاطفية، والألمان يقتلون بدوافع سادية، والإنجليز يقتلون بعد وضع خطة محكمة بعناية فائقة، والأمريكيون يقتلون لأسباب آنية لحظية.

كما يتطرق “التاريخ الإجرامي للجنس البشري” إلى “الفعل المجاني”، كأحد أنواع القتل التي ظهرت بهذا الاسم عام 1922، للدلالة على نوع القتل الذي يقع بلا دوافع لدى القاتل.

ويلفت الكاتب الإنجليزي النظر إلى هرم الاحتياجات الذي وضعه عالم النفس إبراهام ماسلو، في كتابه “الدوافع الشخصية” الصادر عام 1954، مع المراحل الزمنية لتطور الجريمة، إذ كانت أغلبية الجرائم حتى مطلع الـ19 تُرتكب بدافع مباشر من أجل البقاء، وهو المستوى الأول من المستويات الأربعة التي افترضها ماسلو.

إلى جانب ذلك، ظهرت الجريمة الجنسية عام 1988، كنوع جديد من أنواع الجرائم، ليتبعها في القرن الـ20 الانتقال إلى مستوى آخر من الاحتياجات البشرية والجرائم المترتبة على هذا الانتقال، وهي جرائم الإحساس بالذات وتحقيق الذات، بما يتفق وتسلسل احتياجات ماسلو أيضًا.

ويقدّم الكاتب قراءة في شخصية الإنسان العنيف، عبر ربطها بوقائع وأحداث، منها ما هو عالمي، كاستيلاء الجيش الياباني على مدينة صينية عام 1937، وارتكابه جرائم قتل واغتصاب في المدينة استمرت شهرين.

الكتاب يتكوّن من 243 صفحة، مقسمة على مجموعة فصول تناولت نماذج من العنف وتدمير الذات وآلية تطور الكائن البشري ومساوئ الوعي، ويقدم رسالة مفادها أن بعض أنواع الجرائم التي لا تقوم على تفسيرات، قد تكون ذات دوافع غير منطقية بمنظور البيئة، أو بلا دافع أصلًا.

كولن ولسون، ولد في بريطانيا عام 1931، وتوفي في الولايات المتحدة عام 2013، ولديه الكثير من المؤلفات في الفلسفة والأدب وعلم الاجتماع، ومنها “الإنسان وقواه الخفية”، و”اللامنتمي”، كما أن العديد من الأفلام السينمائية مقتبسة عن كتبه، ومنها “أفاتار” عام 2009.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة