“أوراق شهدي عطية”.. أهمية الأرشيف الصحفي للمجتمعات

الكاتب شهدي عطية وغلاف كتاب حدث في شارع الصحافة (تعديل عنب بلدي)

camera iconالكاتب شهدي عطية وغلاف كتاب حدث في شارع الصحافة (تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

نشرت دار “كلمة” المصرية في شباط الماضي، كتابًا ألفه الصحفي شهدي عطية، ويضم أرشيفًا عن معارك الصحافة المصرية في القرن الـ20.

يعكس الكتاب المكون من 229 صفحة، شكل الصحافة المصرية في أربعينات وخمسينيات القرن الماضي، وتعكس شكل المجتمع أيضًا.

كما يروي حكايات لأبرز الصحفيين والكتاب المصريين، كموسى صبري وصلاح جاهين ومحمد حسنين هيكل وأحمد بهاء الدين، ومعاركهم مع الرقابة والمجتمع والمواضيع التي تحمل محاذير سياسية أو اجتماعية.

فصول الكتاب ومواضيع جدلية

في الفصل الأول، تحدث الكتاب عن دعوات ظهرت في الصحافة المصرية لإلغاء قرار سحب تراخيص “بيوت البغاء”، عبر عدة تحقيقات صحفية تناولت الجوانب الاجتماعية للقرار وآثاره.

هذه التحقيقات أثارت حفيظة التيار الإسلامي في مصر، ودخل صحفيون في معارك فكرية مع الشيوخ حينها، ولم تكن تلك المعارك تدور ضمن الفتاوى الدينية، بقدر الآثار الاجتماعية نفسها.

وفي فصل ثان، ذهب الكتاب للحديث عن ما نشرته مجلة “التحرير”، التي أصدرتها حركة الضباط الأحرار بعد وصولها إلى الحكم في 1952، لتحويل مدينة “مرسى مطروح” (شمال مصر) إلى مركز عالمي للقمار.

وأثار هذا المقال الذي لم يعرف كاتبه، الكثير من الجدل، على اعتبار أن حركة الضباط الأحرار عمدت، وفق الكتاب، إلى تشويه صورة ملك مصر الأسبق، فاروق، واتهامه بلعب القمار، خاصة وأن المجلة كانت تعتبر ناطقة باسم الحركة.

كما تحدث الكتاب عن معارك الكاتب المصري الراحل، عباس محمود العقاد، مع العديد من أبناء جيله من المثقفين والأدباء والشعراء، على رأسهم طه حسين وأحمد شوقي، ضمن الفصل الثالث.

وكان للعقاد “صالون أدبي”، يستقبل فيه الكتاب الشباب، وسرّب أحدهم الندوة التي أقامها الكاتب ونشرته مجلة “الفن” عام 1955، ما أثار ضجة كبرى، دعت الكتاب للرد على العقاد.

وفي الفصول الأربعة التالية، روى الكاتب حكايات مختلفة، سياسية واجتماعية عن الشاعر الراحل، صلاح جاهين، ما بين تقديمه لأبرز شعراء الجيل التالي في مصر كعبد الرحمن الأبنودي وسيد حجاب وغيرهما، ورباعياته التي أثارت الجدل السياسي.

وضمن ثلاثة فصول تالية، تحدث عطية عن واحد من أبرز الصحفيين المصريين ممن شهدوا الحياة السياسية في مصر، وكان له أثر بالغ بها، محمد حسنين هيكل.

واحتوت الفصول على مقتطفات من تحقيقات صحفية أجراها هيكل، ومعارك خاضها مع معارضيه ونقاده، قبل أن ينتقل في الفصل الأخير للحديث عن الكاتب الصحفي، أحمد بهاء الدين.

ما وراء الستار

يرى الكاتب في مقدمة كتابه، أن الأحاديث الواردة في الأخير، يمكن تسميتها بـ”ما وراء الستار”، لأرشيف صحافة تعتبر بدورها “دفتر أحوال للمجتمع”، والحفاظ عليها هو حفاظ على التراث المصري.

وشهدي عطية، صحفي مصري يهتم بجمع التراث الصحفي، وكتب في العديد من المواقع المصرية في هذا المجال.

وفي لقاء مع إذاعة “نجوم إف أم” المصرية، في شباط الماضي، قال عطية، إن الكتاب “بحث في أرشيف الصحافة لحكايات منسية وغير مذكورة في كتب أخرى.

واعتمد عطية في الأرشيف على الوثائق الأصلية المنشورة ضمن الصحف والمجلات، وهو ما يمنح مصداقية كبيرة للكتاب نفسه، وفق الكاتب.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة